الإعلام المحلي.. بين العطاء والتجاهل

كتب بلقاسم جبار
يلعب الإعلام المحلي دوراً محورياً في بناء جسور التواصل بين المواطن والسلطات، فهو عيون الناس التي ترى، وأصواتهم التي تُسمع.
يعمل الإعلاميون ليلاً ونهاراً لتسليط الضوء على إنجازات الدولة، ومتابعة كل ما يهم المواطنين من قضايا تنموية واجتماعية، بل ويخاطرون أحياناً بوقتهم ومواردهم لتقديم صورة دقيقة وموضوعية.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل يلقى الإعلام المحلي التقدير الذي يستحقه؟
تُواجه العديد من المؤسسات الإعلامية تحديات عدة، تبدأ من ضعف الدعم اللوجستي، مروراً بغياب التعاون المثمر مع السلطات المحلية، وصولاً إلى تجاهل الجهود التي تُبذل لنقل الصورة الحقيقية للمجتمع.
يحدث هذا أحياناً رغم أن الإعلام شريك طبيعي في التنمية، ورافد قوي لتعزيز الشفافية، وليس مجرد متفرج ينتظر شكرًا أو إشادة.
إن التكامل بين الإعلام والسلطات المحلية ليس خياراً بل ضرورة.
فعندما تتكامل الأدوار، يصبح الإعلام أداة فعّالة لنقل الرسائل الإيجابية، وتصحيح المغالطات، وتسليط الضوء على النجاحات والتحديات. ومن المؤسف أن نرى جهود الإعلام تُواجه أحياناً بعدم النشر أو التقدير، وكأن ما يُقدَّم هو عمل تطوعي لا صلة له بالصالح العام.
في ظل هذه التحديات، من المهم أن تعي السلطات أن الإعلام المحلي ليس خصماً أو طرفاً مُطالباً بالدعم فقط، بل هو صوت يعزز ثقة المواطن في المؤسسات الرسمية. وبدون تعاون جاد بين الطرفين، تضيع الرسائل ويُهدر الجهد، ما يترك فراغاً يمكن أن يملأه الغموض أو الشائعات.
في النهاية، يبقى الأمل في أن نصل إلى مرحلة نرى فيها إعلاماً محلياً قوياً، مدعوماً، ومقدَّراً، وسلطات تعي أن شكر الإعلام ليس مجرد كلمات، بل شراكة استراتيجية تعود بالنفع على الجميع.
الإعلام هو القلب النابض للمجتمع، فهل نتركه ينبض وحده؟








